هذا يحدث في مصر من 15 سنة علنا على أبواب لجان الثانوية العامة!! أول يوم امتحان تخرج فرق مرتزقة فتوات، برخصة "مواطنين شرفاء" محجبات بجلاليب.. يتجمعن مبكرا على أبواب نفس المدارس بالمناطق الشعبية مرتفعة الكثافة السكانية، لطمأنة الغشاشين، وتهديد المراقبين.. يبدأ الامتحان، وتتسرب صور المراقبين الأعداء من الداخل!! تتلقى النسوة "صورة الهدف"، وهجوم كماشة لحظة خروجهم من باب المدرسة.. يسرع الأمن الخارجي بالترجل، فينجو الضحايا بدنيا، لكن تعلق به الاهانة العلنية هدية للغشاشين، ذخيرة لإذلال المشتوم فيبتعد عنهم باقي الامتحانات!! ولتوصيل رسالة " نحن هنا".. استقر هذا المشهد القديم متبوعا بتغشيش جماعي بالميكروفون.. ينزل بعده بيان تنديد من الوزارة .

هذا العام نشط المخربون لأن المناخ طيب، جهل وغلاء واستفزاز طبقي، ولا أحد يريد من التعليم إلا شهادة لأى وظيفة، وياريت حارس في كومباوند.. تربح المخربون من سماعات التغشيش ، وراضوا كل ضمير للبيع لاقتحام المدرسة السنة دي، هادفين تسجيل فيديو ترهيب لأعداء الغش!! استهدفوا معلمة مسيحية سافرة، ضميرها عذب الغشاشين.. بتحبيشة معلمين، صوروا فيديو يعمل أعلى ترند في دقايق!! 

"يامسيحية يا وسخة يا بنت ال..... " وصوروا الضابط الوحيد وهو يمنعهم من مطاردتها على سلالم المدرسة!! فيديو رعد وبرق احترافي عبر المحيط.. وعلم المراقبين الالتزام بحقوق الغشاشين في المواد التالية، الكيمياء والجغرافيا والرياضة التطبيقية والإحصاء والأحياء، كفاية اللى راح من الغشاشين!! فيديو يواصل الاشتعال ذاتيا بفضل قنوات تليفزيونية أغبى من الدب تشيد بتصالح المعلمة وتنازلها عن تحرير محضر!! ويشتعل ذاتيا من سوء تناوله رسميا !!

 حيث صدر بيان رسمي عاجل بعنوان اعلان الحقائق!! ليس من الدولة ولا الحكومة ولا وزير التعليم.. بيانا من نقيب المعلمين "خلف الزناتي"، وهو نفسه – ماشاء الله - رئيس غرفة العمليات المركزية بالنقابة العامة للمهن التعليمية ، وكمان - الله أكبر - رئيس اتحاد المعلمين العرب.. أصدر بيانا يشكر فيه المعلمة المسيحية الفاضلة لتنازلها بالتصالح عن حقها القانوني ممن تعدوا عليها بازدراء دينها وسبها وترويعها وضربها!! بيان أغبي تلميذ في اللجنة يجيد قراءته!! وجاهز لاستعماله لتحقير معلمة تنازلت عن حق كل المسيحيين في عقاب من ازدرى دينها!! 

 وأراه أنا اعلانا عن تنازلك كنقيب للمعلمين عن حق كل المعلمين المصريين في رد شرف المعلم والتعليم.. بيانك أشد إساءة للمعلمة من سلوك مرتزقة مأجورين.. بيانك وصم ضحية ضميرها، ضحية فساد التعليم، ضحية عجز التأمين، ووصمها بمسيحية لا مؤاخذة !! بيان سيادتك أهدر حق كل معلمي مصر واتحاد المعلمين العرب في القصاص من مزدري أي دين، سواء ازدراء بالسب أو بتسهيل الغش.. بيانك سيادة النقيب العام ساهم في تسليم رسالة المخربين، وهي الويل لمانع غش التلامذة!! 

 بيانك الرسمي الصادر لإعلان الحقائق عن حادث تعدي أهالي على معلمة " مسيحية" منعت الغش داخل لجنتها بمدرسة النعام بعين شمس خال من الوقائع.. أقلها ذكر تحرير محضر تعهد بعدم تكرار التعدي موقعا من المعتدين موثقا بصفتهم.. أطلقت سراح المعتدين، وسراح الطائفية المكتومة لساعة عوزة.. وأضفت ما ضاعف غضبنا، وهو تقديمك الشكر لتنازل المعلمة عن حقك أنت أولا كنقيب معلمين.. إلقائك الكرة الملتهبة في ملعب الأمن!! ثم ختام بيانك باعلان تكليف ثلاثة من "أمناء الصناديق" بالاطمئنان علي المعلمة.. دي محتاجة تفسير لأني مش فاهماها !!

تبقى من المشهد الفاجع، أربع وقائع مشبوهة ومرعبة:- 

أولا: الأهالى المعتدون على المعلمة هم الذين سجلوا الفيديوا وشيروه لايف !!

ثانيا:- دخلوا المدرسة رغم وجود أمن خارجي على باب المدرسة!! 

ثالثا: - سجلوا الصوت بوضوح :- " يامسيحية ياوسخة، يا بنت... ضيعتي مستقبل ولادنا" لتواصل  التحريض!! 

رابعا:- تعمدوا تصوير الضحية وحيدة هاربة من علقة موت، في حماية ضابط واحد فقط !! مع أن الوزارة "غيابيا " سجلت حضور من ثلاثة لأربعة مراقبين بكل لجنة، ومثلهم أمن.. أين كانوا لحظة الهجوم!!   

  ياريتك التزمت الصمت زي الكبار يا أستاذ " زناتي".. بدل الإنابة عن وزير" التعليم في السناتر والتربية في الكتاتيب". 
---------------------------------
بقلم: منى ثابت